الفايْسبوك يعتذر للنساء: أنا مُقصِّر في حمايتكن من الإهانة
بعد تلك الحملة الكبيرة المعروفة ب"#FBRape" والتي قادتها مجموعة من الناشطات النسائيات عبر العالم من أجل حث الفايسبوك على تغيير سياساته فيما يتعلق بقدرته على التحكم في المنشورات التي تتدفق بين صفحاته، خاصة تلك التي تؤيد الاغتصاب والعنف ضد المرأة، استجاب الموقع الاجتماعي الأشهر في العالم لهذه المطالب، وأصدر بيانا قبل يومين يؤكد فيه أنه مُقبل على تغييرات جذرية فيما يتعلق بضبطه للمحتوى.
الحملة الكبيرة التي انطلقت من موقع تويتر، تجاوزت 50 ألف تغريدة أو تويت، وتوصلت بأزيد من خمس آلاف رسالة إلكترونية تتضامن مع النساء ضد هذا الخطاب اللا أخلاقي الموجه إليهن، كما استطاعت إقناع مجموعة من الشركات المعلنة على الفايسبوك بالانسحاب مؤقتا من صفحاته للاحتجاج على عدم تقديره للمرأة وإفساحه المجال بشكل تام أمام صور ومقاطع فيديو وعبارات تهين من كرامتها، ومن هذه الشركات، توجد شركة فينير ودووف ونيسان فرع بريطانيا، إضافة لمواقع أخرى دخلت في سباق الاحتجاج ضد الفايسبوك، كما هو الحال بموقع Change.org المختص نشر العرائض الاحتجاجية، وذلك بعريضة ضد الفايسبوك وصلت لأزيد من 200 ألف توقيع.
موقع الفايسبوك، وبعد استشعاره لمدى خطورة هذا الغضب الجماهيري، أصدر بيانا يعترف فيه بفشله في التحكم بالمحتوى الموجود داخل صفحاته خاصة ما يتعلق بما هو جنسي، وبأن إدارته لم تكن قادرة على حماية المرأة من خطاب الكراهية، مقدما لوعود بتكوين فريق عمل بآليات تقنية متقدمة جدا يساعد على جعل الموقع فضاءً حقيقيا للتواصل القائم على الاحترام وتبادل الآراء دون تجريح لأي كان.
وفور التزام الفايسبوك ببذل جهد إضافي للحد من الخطاب المهين للمرأة، عمت حالة من الفرح داخل أوساط المشاركات والمشاركين في الحملة التي بدأت بقرابة المئة، ووصلت في ظرف أسبوع إلى عشرات الآلاف عبر العالم، إلا أن مخاوفهم لا زالت قائمة، بالنظر إلى صعوبة حظر جميع المنشورات المؤذية للمرأة، خاصة تلك التي تكتب بلغات لا زال الفايسبوك ضعيفا جدا في التواصل بها.
وفي اتصال لهسبريس مع الخبيرة في قضايا التواصل الاجتماعي، شامة درشول، أكدت أن مثل هذه الحركات الاحتجاجية الافتراضية، تنادي بانفتاح أكثر للنساء على استعمال التكنولوجيا حتى لا تبقى حكرا على الرجال، يقينا منهن بأن العالم الافتراضي ليس فقط مرآة للعالم الواقعي، وإنما أصبح مؤثرا في الواقع، وخالقا للحدث فيه.
وأضافت درشول أن بداية الحملة من موقع تويتر الذي يعد نخبويا ويضم فئات اجتماعية لديها تأثيرها على الرأي العام مما يجعله منافسا حقيقية للفايسبوك، إضافة لخوف هذا الأخير من فقدان أعضاءه والمعلنين الذين قاطع بعضهم الموقع بسبب عدم قدرته التحكم في محتواه، أمور جعلت الفايسبوك يعتذر ويعلن عن عزمه تصحيح مجرى الأمور، لكي لا يخسر مبالغ مالية طائلة تدرها عليه إعلانات شركات عملاقة، مستطردة أن هذا الحدث، أظهر أن العالم الافتراضي أصبح ينحو منحى "العالم الحقيقي"، وتحول إلى معادلة صعبة في الميدان الاقتصادي والاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق