"مربوح" يفوز بجائزة أجمل حمار للمرة الثانية في "كرنفال الحمير"

تمكّن الحمار "مربوح" من الحفاظ على لقب "أجمل حمار"، الذي ناله خلال الدورة الماضية من مهرجان بني عمار زرهون. توقعات صاحب الحمار، الذي قال بكثير من الثقة في النفس في أوّل أيام المهرجان، إنّ حماره سيحافظ على لقبه، "ولن يستطيع أحد أن ينتزعه منه خلال عشرين سنة القادمة"، كانت في محلّها، إذ فاز باللقب بإجماع أعضاء لجنة التحكيم المكوّنة من سبعة أفراد، برئاسة الفنان المسرحي عبد الرزاق البدوي.

قبل مسابقة "أجمال حمارة وأجمل حمار"، كان جمهور "كرنفال الحمير" بزرهون موعد مع مسابقة أسرع حمار، والتي نُظمت في أجواء طبعها الحماس الشديد بين المتنافسين في المسابقة السّبعة عشر، والتي فاز بها الحمار "ميسي".

ففي ساحة مُتْربة ومحاطة بحواجز حديدية، والتي يصل طولها إلى حوالي 75 مترا، أجريت مسابقة أسرع حمار، التي حازها "ميسي"، فيما حلّ الحمار "الأشهب" في الرتبة الثانية، وجاء الحمار "فيراري" في الرتبة الثالثة.

ألقاب الحمير المشاركة في المسابقة تتوزّع ما بين أسماء فنانين، وأسماء ماركات السيارات، وممثلي الأفلام الهندية والمسلسلات المكسيكية، مثل "ديابلو"، الذي قال أحد المشاركين في المسابقة إنه اختاره لقبا لحماره نزولا عند رغبة زوجته.

أطوار المسابقة عرفت ثلاثة سباقات في مرحلة نصف النهاية، حيثُ تمّ تقسيم عدد المشاركين السّبعة عشر إلى ثلاث مجموعات، ضمّت المجموعتان الأولى والثانية ستّة مشاركين لكلّ مجموعة، فيما ضمّت المجموعة الثالثة خمسة مشاركين، وتأهل عن كل مجموعة ثلاثة مشاركين إلى الطوْر النهائي، الذي حسم فيه "ميسي" النتيجة النهائية لصالحه باحتلاله الرتبة الأولى.

وإذا كان الحسْم في نتيجة الفائز بالمرتبة الأولى لم يلْقَ أيّ اعتراض من طرف المشاركين في السباق النهائي، فإنّ لقب الرتبة الثانية الذي منحته لجنة التحكيم للحمار "الأشهب" لاقى احتجاجا من طرف مشارك آخر، والذي ظلّ يحتجّ على أعضاء اللجنة المنظّمة، ويؤكّد أنه هو الفائز بالرتبة الثانية، وأكد أنّ صديقا له صوّر السباق بكاميرا فيديو، غير أنّ لجنة التحكيم المشكّلة من ثلاثة أعضاء راقبوا خطّ الوصول حسمت الأمر لفائدة الحمار "الأشهب"، لتتبخّر صرخات المشارك المحتجّ وسط هتافات الجمهور المهنّئة لـ"ميسي".

صاحب الحمار "ميسي"، الفائز بلقب أسرع حمار، عبّر عن سعادة لا توصف، إذ بمجرّد وصوله إلى خطّ النهاية حتى نزل من على حماره ورمى قميصه على الأرض، وبدأ في الطواف جرْيا على مضمار السباق، قبل أن يحمله جمهور الشباب والأطفال على الأكتاف، تماما كما يحصل للأبطال الرياضيين. صاحب "ميسي"، الذي يدعى محمد الحسيني، قال بعد الفوز إنه يشعر بسعادة كبيرة "حيتْ كاع العالم غايشوفني".

الأطفال الصغار الذين حضروا بكثافة أطوار المسابقة التي أقيمت في جوّ حارّ، خلقوا جوّا من المرح في الساحة التي احتضنت المسابقة، بفضل الأهازيج "المصريّة" التي ردّدوها تعبيرا عن فرحتهم بفوز محمد الحسيني، الملقب بـ"فريحة"، حيث كان "زعيم" الأطفال يردّد "بِتْحبّو مْين؟"، فيرّد باقي الأطفال "فْريحة..."، ثم يسألهم ثانية "حَبيبكم مْينْ"، ويردّون "فريحة"... أما الذين لم يحالفهم الحظّ فمنهم من صبّ جامّ غضبه على حماره، عبر الضرب.

بعد مسابقة أسرع حمار، توجّه الجمهور إلى حديقة وسط مدينة زرهون، حيث أقيمت مسابقة أجمل حمارة وحمار، بمشاركة عشرة مشاركين، أغلبهم شباب وأطفال.

لجنة التحكيم التي رأسها الفنان المسرحي عبد الرزاق البدوي، والتي مرّت جميع الحمير المشاركة في المسابقة أمام أعضائها، منحت اللقب للحمار "مربوح"، الذي حازَ اللقب خلال السنة الماضية، فيما احتلّ الحمار "رؤوف" الرتبة الثانية، وجاء الحمار "ديابلو" في المرتبة الثالثة.

وعلى الرغم من السعادة التي انتابت صاحب "مربوح" بعد فوزه باللقب للمرّة الثانية، والتي قاسمها مع والدته التي حضرت أطوار المسابقة، إلا أنّ الأمّ لم تُخفِ، في حديث لهسبريس، مرارة المعاناة التي تكابدها الأسرة الفقيرة، بسبب مرض حفيدتها الصغيرة (ابنة صاحب الحمار مربوح) المزمن، قائلة إنّ ملفها الطبي يوجد لدى إدارة مستشفى السويسي بالرباط، لكنّ العوز الذي تعيش فيه الأسرة يحول دون نقلها إلى الرباط للعلاج، متمنّية أن تلتفت جهة ما إلى معاناة الحفيدة الصغيرة التي تعاني من مرض مزمن يتطلب مصاريف تعجز الأسرة عن توفيرها.

الحماران الفائزان بالرتبة الأولى في مسابقة أسرع وأجمل حمار، حصل صاحباهما على شيك بملغ 2500 درهم، إضافة إلى كيس شعير وتذكار عبارة عن مجسّم حمار لكل واحد منهما، وحصل صاحبا الحماران اللذين حلاّ بالمرتبة الثانية في كلتا المسابقتين على شيك بمبلغ 1500 درهم، مع كيس من الشعير لكل واحد منهما، فيما نال صاحبا الحماران اللذين جاءا في الرتبة الثالثة شيكا بمبلغ 1000 درهم.

اليوم الختامي لمهرجان بني عمار زرهون، عرف أيضا توزيع الجوائز على الفرق التي شاركت في دوري كرة القدم المنظّم ضمن فعاليات المهرجان، الذي ختمه مديره محمد بلمو بدعوة أصحاب الحمير إلى الاعتناء بها، ومعاملتها برفْق، وختم كلامه بعبارة "لا للعنف ضدّ الحمير".